تم نسخ النصتم نسخ العنوان
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمينالقارئ : " واعلم أن أهل القبور من الأنبياء والصالحين المدفونين، يكرهون ما يفعل عندهم كل الكراهة، كما أن المسيح عليه السلام يكره ما يفعل النصارى به، وكما...
العالم
طريقة البحث
القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابلة النسخ: " واعلم أن أهل القبور من الأنبياء والصالحين ، المدفونين ، يكرهون ما يفعل عندهم كل الكراهة ، كما أن المسيح عليه السلام يكره ما يفعل النصارى به ، وكما كان أنبياء بني إسرائيل يكرهون ما يفعله الأتباع ، فلا يحسب المرء المسلم أن النهي عن اتخاذ القبور أعيادا وأوثانا فيه غض من أصحابها ، بل هو من باب إكرامهم ، وذلك أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن ، فتجد أكثر هؤلاء العاكفين على القبور معرضين عن سنة ذلك المقبور وطريقته ، مشتغلين بقبره عما أمر به ودعا إليه . ومن كرامة الأنبياء والصالحين ، أن يتبع ما دعوا إليه من العمل الصالح ، ليكثر أجرهم بكثرة أجور من اتبعهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء " . وإنما اشتغلت قلوب طوائف من الناس ، بأنواع من العبادات المبتدعة : إما من الأدعية ، وإما من الأشعار وإما من السماعات ، ونحو ذلك لإعراضهم عن المشروع ، أو بعضه - أعني لإعراض قلوبهم - وإن قاموا بصورة المشروع ، وإلا فمن أقبل على الصلوات الخمس بوجهه وقلبه ، عاقلا لما اشتملت عليه من الكلم الطيب ، والعمل الصالح مهتما بها كل الاهتمام - أغنته عن كل ما يتوهم فيه خير من جنسها . ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله ، وتدبره بقلبه ، وجد فيه من الفهم والحلاوة والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره . ومن اعتاد الدعاء المشروع في أوقاته ، كالأسحار ، وأدبار الصلوات والسجود ، ونحو ذلك ، أغناه عن كل دعاء مبتدع ، في ذاته أو بعض صفاته . فعلى العاقل أن يجتهد في اتباع السنة في كل شيء من ذلك ، ويعتاض عن كل ما يظن من البدع أنه خير بنوعه من السنن ، فإنه من يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : " واعلم أن أهل القبور من الأنبياء والصالحين المدفونين، يكرهون ما يفعل عندهم كل الكراهة، كما أن المسيح عليه السلام يكره ما يفعل النصارى به، وكما كان أنبياء بني إسرائيل يكرهون ما يفعله الأتباع، فلا يحسب المرء المسلمُ أن النهي عن اتخاذ القبور أعياداً وأوثانا فيه غض من أصحابها، بل هو من باب إكرامهم ".

الشيخ : وهذه مسألة مهمة لكن تحتاج إلى دليل، وهي أن أهل القبور يكرهون ما يفعل عندهم من المعاصي، الفقهاء نصوا على أنه أي الميت يتأذى بفعل المعصية عنده، وهذا يحتاج إلى دليل، أنه يتأذى بذلك، فإن وجد دليل فعلى العين والرأس، وإن لم يوجد فهذه مسألة غيبية لا يمكن أن يجزم بها، وإن كنا نجزم أن هؤلاء الصالحين يكرهون المعصية في حال حياتهم، لكن هل هم إذا كانوا ميتين يحسون بذلك ويكروهونه ويتألمون منه ويحبون أن يكونوا أحياءً حتى ينهوا عن المنكر؟ هذا تحتاج إلى دليل من ينتدب له ؟ اثنان إيهاب وعلي، تراجعا وأعطونا الزبدة إن شاء الله، متى ؟ كم ؟ أسبوع لا كثير، نعم؟ في الدرس أي درس؟ غداً يعني ؟ لا، نمهلكم ثلاثة أيام.
الطالب : ...

الشيخ : نعم
الطالب : ...

الشيخ : ما يضر، يعني الآن حجاج يريد أن يقول أن الوقت مضيق لا يتسع إلا لصلاة واحدة كذا ؟ يشق عليهم أخاف، أنتم عندكم درس ؟
القارئ : " بل هو من باب إكرامهم، وذلك أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن، فتجد أكثر هؤلاء العاكفين على القبور معرضين عن سنة ذلك المقبور وطريقته، مشتغلين بقبره عما أمر به ودعا إليه. ومن كرامة الأنبياء والصالحين أن يتبع ما دعوا إليه من العمل الصالح، ليكثر أجرهم بكثرة أجور من اتبعهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، من غير أن ينقص من أجورهم شيء .
وإنما اشتغلت قلوبُ طوائفَ من الناس بأنواع من العبادات المبتدعة: إما من الأدعية، وإما من الأشعار، وإما من السماعات، ونحو ذلك لإعراضهم عن المشروع أو بعضه، أعني لإعراض قلوبهم وإن قاموا بصورة المشروع، وإلا فمن أقبل على الصلوات الخمس بوجهه وقلبه، عاقلاً لما اشتملت عليه من الكلم الطيب والعمل الصالح، مهتماً بها كل الاهتمام، أغنته عن كل ما يُتوهم فيه خير من جنسها. ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله، وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم والحلاوة والبركة والمنفعة ما لا يجدُه في شيء من الكلام، لا منظومه ولا منثوره. ومن اعتاد الدعاء المشروع في أوقاته كالأسحار، وأدبار الصلوات والسجود، ونحو ذلك، أغناه عن كل دعاء مبتدع في ذاته أو بعض صفاته. فعلى العاقل "
.

الشيخ : قوله رحمه الله : " أدبار الصلوات " يريد آخرها، فإنه رحمه الله قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك قال : " المراد آخر الصلاة "، وقال: " دبر كل شيء منه " كدبر الحيوان فهو منه، حتى لا يتوهم أحد أن شيخ الإسلام رحمه الله يرى مشروعية الدعاء بعد الصلاة. نعم.
القارئ : " فعلى العاقل أن يجتهد في اتباع السنة في كل شيء من ذلك، ويعتاض عن كل ما يظن من البدع إنه خير بنوعه "

الشيخ : أنه أنه.
القارئ : " ويعتاض عن كل ما يظن من البدع أنه خير بنوعه من السنن، فإنه من يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه ".

الشيخ : كلمة طيبة، من يتحرى الخير يعني ويبذل جهده في الحصول عليه فإنه يعطى إياه، ومن يتوق الشر ويحرص على البعد عنه يوفق فيوق إياه. نعم.

Webiste