تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( ولقد جاءكم يوسف من قبل... - ابن عثيمينفي الآية فوائد منها: تمام نصح هذا الرجل حينما ذكر قومه بما سلف. ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون لديه علم بما سبق، فإن التاريخ عبر سواء في هذه المسألة ال...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
في الآية فوائد منها: تمام نصح هذا الرجل حينما ذكر قومه بما سلف.
ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون لديه علم بما سبق، فإن التاريخ عبر سواء في هذه المسألة الكبيرة أو في المسائل الصغيرة، اقرأ التاريخ يتبين لك ما قدره الله على العباد، وأن سنة الله سبحانه وتعالى في السابقين ستكون في اللاحقين.
فمن فوائد الآية: أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان خبرة بما سبق .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن أعظم رسول أرسل إلى آل فرعون بعد موسى هو يوسف، ولهذا طوي ذكر ما بعده، والظاهر والله أعلم أن الله تعالى لا يدع هذه الأمة يعني: أمة فرعون لا يدعهم بلا رسول من بعد موسى الذي له أزمان كثيرة، لكنهم ليسوا كيوسف فنوه بذكر يوسف.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الرسل يأتون بالبينات الدالة على صدقهم ونبوتهم لأن هذا من حكمة الله، لو أرسل الله رسولا للناس ليس معه آية وقال أنا رسول الله إليكم آمنوا بي وإلا فلكم النار، هل يطيعونه ؟ أبدا، يقولون هذا مجنون، لابد من آية تدل على صدقه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما من رسول بعثه الله إلا آتاه من الآيات من يؤمن على مثله البشر لابد من ذلك.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الآيات التي جاءت بها الرسل آيات بينة لا تخفى إلا على العميان، ودليل ذلك قوله: بالبينات وهنا ركز على الوصف دون الموصوف لأن الوصف أهم، وهو كون هذه الآيات بينة لا تخفى على أحد.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن آل فرعون ما زالوا في شك حتى مع وجود يوسف فهم في شك لأن الله تعالى لم يقدر هدايتهم، فبقوا حيارى واستمروا على الكفر.
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان كراهة الشعوب المكذبة للرسل لما جاءت به الرسل لأنهم كأنهم انتهزوا الفرصة لما هلك يوسف فقالوا: لن يبعث الله من بعده رسولا وهذا يدل على أنم متضايقون غاية التضايق بوجود يوسف عليه السلام.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإيمان بوجود الله لا يكفي في التوحيد والخلاص من عذاب الله، يؤخذ من قولهم: لن يبعث الله فهؤلاء كانوا مقرين بالله ومع ذلك لم ينفعهم إقرارهم بالله.
وكذلك الذين بعث فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام مقرون بالله: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ [يونس :31] مؤمنين بالربوبية تماما، وبأن المدبر هو الله، ومع ذلك استباح النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم وأموالهم ونساءهم وذرياتهم وأرضهم، لأن مجرد الإيمان بالله ليس إيمانا أبدا، لابد من الإيمان بالله عز وجل بوجوهه الأربعة المعروفة وهي: الإيمان بوجوده وبربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته لابد من هذا، فمن لم يؤمن كذلك فليس بمؤمن بالله.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن إضلال الله عز وجل لا يكون إلا في محل من هو أهل للإضلال لقوله: كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن من لزم حده وأيقن بما يجب الإيقان به فإنه أبعد الناس عن الإضلال، يؤخذ هذا من المفهوم، إذا كان الله يضل من هو مسرف مرتاب فإنه يهدي من لزم حده وأيقن في أمره وآمن بذلك، كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب والله أعلم .

Webiste