تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( وضل )) غاب (... - ابن عثيمينقال الله تعالى:  وضل عنهم  أي غابَ عنهم  ما كانوا يدْعُون من قبل  ضل عنهم ما كانوا ما اسم موصول فاعل بمعنى: الذي، وضلَّ عنهم ما كانوا يدعُون قال المؤلف:...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( وضل )) غاب (( عنهم ما كانوا يدعون )) يعبدون (( من قبل )) في الدنيا من الأصنام (( وظنوا )) أيقنوا (( ما لهم من محيص )) مهرب من العذاب والنفي في الموضعين معلق عن العمل وجملة النفي سد مسد المفعولين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى: وضل عنهم أي غابَ عنهم ما كانوا يدْعُون من قبل ضل عنهم ما كانوا ما اسم موصول فاعل بمعنى: الذي، وضلَّ عنهم ما كانوا يدعُون قال المؤلف: " يعبُدُون مِن قبْلُ في الدنيا من الأصنام " أصنامُهم التي كانوا يتعلَّقُون بها ويعبدونَها لتُقَرِّبَهم إلى الله زُلفَى في ذلك اليوم الذي هم أشدُّ ما يكونون حاجةً لها تغيبُ عنهم ولا تنفعهم ولهذا قال: ضل عنهم أي ضاع وغَاب ما كانوا يدعون أي يعبُدون مِن قبْلُ ويريد بذلك الأصنام التي كانوا يعبدونها في الدنيا، مثلًا النصارى يعبدون عيسى ابن مريم، قريش تعبُد اللات والعزى ومناة وهبل، منهم مَن يعبد النَّار كالمجوس مَن يعبُدُ الشمس مَن يعبد القمر إلى آخرِه هذه الأصنام التي تُعبَد من دون الله هل تنفعُهم يوم القيامة؟ لا، ولهذا قال: ضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وربما نفهم من قوله: ضل عنهم أنهم ذهبوا يطلبونها يبحثون عنها ولكنها ضلَّت وضاعَت ويكون هذا أشَدّ حسرةً في نفوسهم أنهم طلبُوها في وقت الحاجة ولكن لم يجدُوها.
وظنُّوا قال: أيقنوا ما لهم من محيص ظَنَّ هنا بمعنى أيقن وهل يأتي الظن بمعنى اليقين؟ الجواب: نعم يأتي كثيرًا قال الله تعالى: ورأى المجرمون النار فظنُّوا أنهم مواقعوها ولم يجدُوا عنها مصرفا إذًا ظنوا بمعنى أيقنوا، وقال الله تبارك وتعالى: الذين يظنُّون أنهم مُلاقوا ربهم معنى يظُنُّون أي: يُوقِنون أنهم ملاقوا ربِّهم ولو كان الظنّ بمعنى الشيء الراجح لم يكونوا مؤمنين لكن يظنون بمعنى يوقنون، إذًا الظن في اللغة العربية يأتي بمعنى اليقين هنا ظنوا ما لهم من محيص أيقنُوا ولَّا صار عندهم احتمالٌ راجح؟ أيقنوا، وقوله: ما لهم من محيص فيها تقديم وتأخير وتوكِيد، التقديم والتأخير أنَّه قُدِّم فيها الخبر وأُخِّرَ فيها المبتدأ، أين الخبر؟ لهم أين المبتدأ؟ محيص، فيها أيضًا توكيد وهو مِن الزائدة، لأنَّ محيص مبتدأ مؤخر ودخلت عليه من الزائدة للتوكيد وإعرابُه أنه مبتدأ مرفوع للابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وقوله: محيص مهْرَب من العذاب " يعني أيقنوا أنه لا مهرَبَ لهم من العذاب ولا مفَرَّ لهم منه وأنَّه واقعٌ بهم لا محالة، ثم قال المؤلف: " والنفي في الموضعين معلِّقٌ عن العمل وجملة النفي سدَّت مسَدَّ المفعولين " النفي في الموضعين أين الموضعان؟ قالوا آذناك ما منا من شهيد هذه ما نافية معلِّقَة عن العمل، لأن آذناك أعلمناك وهي تنصِب ثلاثة مفاعيل أعلَم تنصب ثلاثة مفاعيل تقول مثلًا: أعلمْتُ زيدًا عمرًا قائمًا. هذه نصَبَت كم؟ ثلاثة مفاعيل زيدا وعمرا وقائما، هنا آذناك المفعول الأول موجود وهو: الكاف آذَنَّاك المفعول الثاني والثالث معلَّق أغنَتْ عنه جملة الاستفهام ما منا من شهيد، وعلى هذا فتكون جملة ما منا من شهيد كلها تكون في موضع نصب سدَّتْ مسَدَّ مفعولي آذَن أقول: الأوَّل والثاني ايش؟ لا، أقول الثاني والثالث، طيب وظنوا ما لهم من محيص هذا الثاني ظنوا هذه ظن تنصب كم مفعولًا؟ تنصب مفعولين هنا ما فيه مفعولان ليس فيه مفعولان أين هما؟ عُلِّقَتْ عن العمل بجملة النفي وهي قوله: ما لهم من محيص وعلى هذا فيكون ما لهم من محيص جملة في محلِّ نصب سدَّتْ مسَدّ مفعولي ظن هذا إعراب في الحقيقة لا يدركه إلا مَن كان عنده علم بالمفَاعيل لكنَّا نحن الآن شرحناه فمَن فهِمَه فهذا المطلوب ومَن لم يفهَمْه فإنه لا يضُرّ، لأنَّه ليس له علاقة المعنى علاقتُه إنما هو بالإعراب في الإعراب فقط

Webiste