تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( فحكمه إلى الله )) يوم القيامة يفصل بينكم ، قل لهم (( ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب )) أرجع .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الآن فهمنا أن المؤلف رحمه الله قصر في تفسير الآية في قوله : والله هو الولي حيث خصها بالمؤمنين بالولاية الخاصة، قصر أيضا هنا " فحكمه إلى الله يوم القيامة يفصل بينكم " هذا أيضا قصور، والصواب أن حكمه إلى الله في الدنيا والآخرة.
ذلكم الله ربي عليك توكلت ذلكم ويمر بنا كثيرا ذلك، فلماذا تختلف الكاف من موضع إلى موضع ؟ فالجواب أن الكاف بحسب المخاطب، واسم الإشارة بحسب المشار إليه، وهنا اختبار بالنسبة لكم، الكاف باعتبار المخاطب واسم الإشارة باعتبار المشار إليه، طيب أشر إلى مذكر مفرد مخطبا مذكرا مفردا.
الطالب: ذلك.
الشيخ : ذلك صح، أشر إلى اثنين مخاطبا اثنين.
الطالب: ذلكان.
الشيخ : ذانكما، ذان هذا المشار إليه، المخاطب كما، ذانكما، طيب أشر إلى أنثى مخاطبا ذكرا.
الطالب: ذلك.
الشيخ : لا، ما يمكن أنت الآن جعلت المرأة ذكرا.
الطالب: تلك.
الشيخ : تلك صحيح، أي نعم تلك لأن الإشارة للأنثى بالتاء تلك، طيب أشر إلى أنثى مخاطبا أنثيين.
الطالب: تلكما.
الشيخ : تلكما، طيب تمام، إذا الحمد لله فهمنا ليس هناك حاجة نستوعب جميع الأمثلة، اسم الإشارة بحسب المشار إليه، الكاف بحسب المخاطب طيب.
هنا ذلكم الله ربي اسم الإشارة بحسب المشار إليه لأنك تشير إلى لفظ الجلالة ذلكم الله واحد، ويخاطب جماعة ذلكم الله ربي ذلكم: مبتدأ، والله: عطف بيان، ربي: خبر المبتدأ، يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم يجب أن يعلن لهؤلاء أن الله تعالى ربه وأنه لا رب له سواه، وإنما قلنا : وأنه لا رب له سواه لأن طرفي الجملة معرفة، لأن كلا من طرفي الجملة معرفة، وإذا كانت الجملة قد عرف طرفاها دلت على الحصر، لو سألنا سائل بما تعلقت الكلمة عليه ؟ قلنا : تعلقت بتوكلت، بما تعلقت إليه ؟ قلنا بينيب، إذا العامل متأخر عن المعمول في: عليه توكلت وفي: إليه أنيب والقاعدة عند البلاغيين أنه إذا تقدم ما حقه التأخير كان ذلك دليلا عل الحصر، فعليه توكلت بمنزلة ما توكلت إلا عليه إليه أنيب بمنزلة لا أنيب إلا إليه.
عليه توكلت أي فوضت أمري إلى الله تفويضا كاملا، والتوكل على الله ليس كالتوكل على البشر، التوكل على البشر بمعنى أنك تعمده أن يشتري لك شيئا، وهذا تفويض خاص، وأيضا تفويض تعتقد أنك أنت صاحب الشأن فيه، بمعنى لو شئت لأزلته وفسخت الوكالة، لكن توكلك على الله تفويض إلى الله في كل شيء، ولا يمكنك أن تفسخ الوكالة، حتى لو فسختها فالله عز وجل وكيل عليك، وبهذا نعرف الفرق بين أن يقول القائل : توكلت على فلان يعني أني وكلته، وتوكلت على الله، هل توكلت على الله مثل وكلت فلان ؟ لا أبدا، وإن اتفق اللفظان لكن يختلف المعنيان اختلافا عظيما، لاحظوا يا جماعة توكلت على فلان أي فوضته بأمري والأمر إلي أن شئت عزلته، لكن توكلت على الله فوضت أمري إليه مستندا إليه جل وعلا في تيسير أمري وتسهيله، وحينئذ لا نقول : إن من توكل على شخص في شراء شيء يكون مشركا بالله، لا نقول هذا، لأنه يظهر الفرق العظيم بين توكلي على الشخص الذي وكلته أن يشتري حاجة وبين توكلي على الله، توكلي على الله تفويض واستعانة، لكن على الشخص لا، استخدام في الواقع، توكيلي إياه أو توكلي عليه في الوكالة عبارة عن استخدام، ولهذا متى شئت قلت: لا أتوكل عليه وأعزله، لكن بالنسبة للتوكل على الله ليس كذلك، فما هو التوكل على الله ؟ قلنا: تفويض الأمر إلى الله عز وجل تفويضا تاما، وبعضهم يقول: صدق الاعتماد على الله ـ يعني التوكل ـ صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله عز وجل، يفسر هكذا: صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله عز وجل، وهل التوكل على الله عز وجل يعني إلغاء الأسباب ؟ لا، ولهذا لو قيل : لرجل تزوج حتى يأتيك أولاد، قال : أنا متوكل على الله، يصلح ولا ما يصلح ؟ لا يصلح، لأن الأولاد لا ينبتون بالسطح، افعل الأسباب وتوكل، وفي المثل: " اعقلها ـ يعني الناقة ـ وتوكل " لا تطلق الناقة وتقول : أنا متوكل على الله، الناقة إذا أطلقتها ذهبت حيث شاءت، حتى لو كنت متوكل على الله افعل الأسباب، لو أن إنسانا قيل له : يا فلان ابتغي الرزق، بع اشتر، اعمل الأسباب التي تحصل بها المال قال : أبدا أنا متوكل على الله، هل هو صادق ؟ هذا توكل المتهاونين، إذا كنت صادقا في التوكل على الله فاعمل السبب، ولكن لا تعتمد على السبب اجعل السبب سببا والمدبر هو الله عز وجل.
" وإليه أنيب أرجع " أرجع إلى الله تعالى في عباداتي وفي جميع أحوالي.
ذلكم الله ربي عليك توكلت ذلكم ويمر بنا كثيرا ذلك، فلماذا تختلف الكاف من موضع إلى موضع ؟ فالجواب أن الكاف بحسب المخاطب، واسم الإشارة بحسب المشار إليه، وهنا اختبار بالنسبة لكم، الكاف باعتبار المخاطب واسم الإشارة باعتبار المشار إليه، طيب أشر إلى مذكر مفرد مخطبا مذكرا مفردا.
الطالب: ذلك.
الشيخ : ذلك صح، أشر إلى اثنين مخاطبا اثنين.
الطالب: ذلكان.
الشيخ : ذانكما، ذان هذا المشار إليه، المخاطب كما، ذانكما، طيب أشر إلى أنثى مخاطبا ذكرا.
الطالب: ذلك.
الشيخ : لا، ما يمكن أنت الآن جعلت المرأة ذكرا.
الطالب: تلك.
الشيخ : تلك صحيح، أي نعم تلك لأن الإشارة للأنثى بالتاء تلك، طيب أشر إلى أنثى مخاطبا أنثيين.
الطالب: تلكما.
الشيخ : تلكما، طيب تمام، إذا الحمد لله فهمنا ليس هناك حاجة نستوعب جميع الأمثلة، اسم الإشارة بحسب المشار إليه، الكاف بحسب المخاطب طيب.
هنا ذلكم الله ربي اسم الإشارة بحسب المشار إليه لأنك تشير إلى لفظ الجلالة ذلكم الله واحد، ويخاطب جماعة ذلكم الله ربي ذلكم: مبتدأ، والله: عطف بيان، ربي: خبر المبتدأ، يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم يجب أن يعلن لهؤلاء أن الله تعالى ربه وأنه لا رب له سواه، وإنما قلنا : وأنه لا رب له سواه لأن طرفي الجملة معرفة، لأن كلا من طرفي الجملة معرفة، وإذا كانت الجملة قد عرف طرفاها دلت على الحصر، لو سألنا سائل بما تعلقت الكلمة عليه ؟ قلنا : تعلقت بتوكلت، بما تعلقت إليه ؟ قلنا بينيب، إذا العامل متأخر عن المعمول في: عليه توكلت وفي: إليه أنيب والقاعدة عند البلاغيين أنه إذا تقدم ما حقه التأخير كان ذلك دليلا عل الحصر، فعليه توكلت بمنزلة ما توكلت إلا عليه إليه أنيب بمنزلة لا أنيب إلا إليه.
عليه توكلت أي فوضت أمري إلى الله تفويضا كاملا، والتوكل على الله ليس كالتوكل على البشر، التوكل على البشر بمعنى أنك تعمده أن يشتري لك شيئا، وهذا تفويض خاص، وأيضا تفويض تعتقد أنك أنت صاحب الشأن فيه، بمعنى لو شئت لأزلته وفسخت الوكالة، لكن توكلك على الله تفويض إلى الله في كل شيء، ولا يمكنك أن تفسخ الوكالة، حتى لو فسختها فالله عز وجل وكيل عليك، وبهذا نعرف الفرق بين أن يقول القائل : توكلت على فلان يعني أني وكلته، وتوكلت على الله، هل توكلت على الله مثل وكلت فلان ؟ لا أبدا، وإن اتفق اللفظان لكن يختلف المعنيان اختلافا عظيما، لاحظوا يا جماعة توكلت على فلان أي فوضته بأمري والأمر إلي أن شئت عزلته، لكن توكلت على الله فوضت أمري إليه مستندا إليه جل وعلا في تيسير أمري وتسهيله، وحينئذ لا نقول : إن من توكل على شخص في شراء شيء يكون مشركا بالله، لا نقول هذا، لأنه يظهر الفرق العظيم بين توكلي على الشخص الذي وكلته أن يشتري حاجة وبين توكلي على الله، توكلي على الله تفويض واستعانة، لكن على الشخص لا، استخدام في الواقع، توكيلي إياه أو توكلي عليه في الوكالة عبارة عن استخدام، ولهذا متى شئت قلت: لا أتوكل عليه وأعزله، لكن بالنسبة للتوكل على الله ليس كذلك، فما هو التوكل على الله ؟ قلنا: تفويض الأمر إلى الله عز وجل تفويضا تاما، وبعضهم يقول: صدق الاعتماد على الله ـ يعني التوكل ـ صدق الاعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله عز وجل، يفسر هكذا: صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله عز وجل، وهل التوكل على الله عز وجل يعني إلغاء الأسباب ؟ لا، ولهذا لو قيل : لرجل تزوج حتى يأتيك أولاد، قال : أنا متوكل على الله، يصلح ولا ما يصلح ؟ لا يصلح، لأن الأولاد لا ينبتون بالسطح، افعل الأسباب وتوكل، وفي المثل: " اعقلها ـ يعني الناقة ـ وتوكل " لا تطلق الناقة وتقول : أنا متوكل على الله، الناقة إذا أطلقتها ذهبت حيث شاءت، حتى لو كنت متوكل على الله افعل الأسباب، لو أن إنسانا قيل له : يا فلان ابتغي الرزق، بع اشتر، اعمل الأسباب التي تحصل بها المال قال : أبدا أنا متوكل على الله، هل هو صادق ؟ هذا توكل المتهاونين، إذا كنت صادقا في التوكل على الله فاعمل السبب، ولكن لا تعتمد على السبب اجعل السبب سببا والمدبر هو الله عز وجل.
" وإليه أنيب أرجع " أرجع إلى الله تعالى في عباداتي وفي جميع أحوالي.
الفتاوى المشابهة
- هل في هذا القول شرك : توكلت على الله و رسوله ؟ - ابن عثيمين
- ماالفرق بين الزهد والتوكل ، وبين التوكل والتوا... - الالباني
- سؤال : ما معنى التواكل؟ - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( وما اختلفتم فيه من شيء... - ابن عثيمين
- حكم قول توكلت على الله ثم عليك - الفوزان
- ما حكم من قال توكلت على الله ثم على فلان؟ - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( وما اختلفتم... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( وما اختلفتم فيه من شيء... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:" عليه توكلت " ومن التوكل ال... - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قوله تعالى : (( وما اختلفتم فيه... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( فحكمه إ... - ابن عثيمين