قال رحمه الله تعالى : " باب الوالي العادل :
قال الله تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون }.
وقال تعالى: { وأقسطوا إن الله يحب المقسطين }.
وأما الأحاديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشابٌ نشأ في عبادة الله تعالى، ورجلٌ معلق قلبه في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه" متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين : " باب الوالي العادل " : الوالي هو من يتولّى أمرًا من أمور المسلمين الخاصّة أو العامّة حتى الرّجل في أهل بيته يعتبر واليًا عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الرّجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيّته" ، والعدل واجب حتى في معاملة الإنسان نفسه لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : "إنّ لنفسك عليك حقّا، ولربّك عليك حقّا، ولأهلك عليك حقّا، ولزورِك عليك حقّا -أي الزائر لك- فأعط كلّ ذي حقّ حقّه" : فالعدل واجب في كلّ شيء ، لكنّه في ولاّة الأمور أوكد وأولى وأعظم ، لأنّ خلاف العدل إذا وقع من ولاّة الأمور حصلت الفوضى والكراهة لوليّ الأمر حيث لم يعدل ، ولكن موقفنا نحو الإمام أو نحو الوالي الذي ليس بعادل أن نصبر ، نصبر على ظلمه ، وعلى جوره ، وعلى استئثاره ، حتى إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى الأنصار رضي الله عنهم ، وقال لهم : "إنّكم ستلقون بعدي أثرة -يعني استئثارا عليكم- فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض" : وذلك لأن منازعة وليّ الأمر يحصل بها الشّرّ والفساد الذي هو أعظم من جوره وظلمه ، ومعلوم أن العقل والشّرع ينهى عن ارتكاب أشدّ الضّررين ، ويأمر بارتكاب أخفّ الضّررين ، ثمّ ساق المؤلف -رحمه الله- آيات وأحاديث منها قوله تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } : العدل واجب، والإحسان فضل وزيادة فهو سنّة.