تم نسخ النصتم نسخ العنوان
رجل في نيته أن يتزوج امرأة أخرى و لكنه يقول... - ابن عثيمينالسائل : رجل في نيته أن يتزوّج امرأة أخرى ولكنه يقول: سأبحث عن امرأة عقيم لأنني عندي زوجة وتنجب أولاداً ولله الحمد وأنا من الناس الذين لا يحبون كثرة الأ...
العالم
طريقة البحث
رجل في نيته أن يتزوج امرأة أخرى و لكنه يقول : سأبحث عن امرأة عقيم لأنني عندي زوجة و تنجب أولادا و لله الحمد و أنا من الناس الذين لا يحبون كثرة الأولاد ، نرجو التوجيه و النصح ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : رجل في نيته أن يتزوّج امرأة أخرى ولكنه يقول: سأبحث عن امرأة عقيم لأنني عندي زوجة وتنجب أولاداً ولله الحمد وأنا من الناس الذين لا يحبون كثرة الأولاد نرجو التوجيه والنصح في هذا مأجورين؟

الشيخ : التوجيه والنصح في هذا هو أن تعدّد الزوجات أفضل من الاقتصار على واحدة إذا كان عند الإنسان قدرة مالية وقدرة بدنية وقدرة على العدل بين النساء فإن لم يكن عنده قدرة مالية فلا ينبغي أن يُرهق نفسه بالديون من أجل أن يتزوّج وإذا لم يكن عنده قدرة بدنية بأن كان ضعيف الشهوة أو عديمها فلا ينبغي أيضا أن يتزوّج بأكثر من واحدة لئلا يخل بما تريده الزوجة الجديدة.
وإذا لم يكن قادرا على العدل فإنه لا يتزوج بأكثر من واحدة لقول الله تعالى: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } فإذا تمت الشروط الثلاثة، القدرة المالية والقدرة البدنية والأمن من الجوْر والحيف فإن تعدّد الزوجات أفضل لما فيه من كثرة تحصين النساء ومن كثرة الأولاد المرجوة بتعدّد الزوجات ومن كثرة الأمة الإسلامية ولهذا رغِب النبي صلى الله عليه وسلم أن تكثر أمته ورغّب في تزوّج الودود الولود، وقال: "إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" هذا الحديث أو معناه.
وقول السائل : إنه يرغب أن يتزوّج امرأة عقيما لأنه لا يحب كثرة الأولاد تمنّيت ألا أسمع هذا في سؤاله لو قال: أحب أن أتزوّج امرأة عقيما لكسر شهوتي وتجنّب الفوضى التي تكون في الأولاد وما أشبه ذلك مما قد يكون عذرا لعذرناه بذلك لكن كونه يقول: لا أحب كثرة الأولاد مع كون النبي صلى الله عليه وسلم يرغب ذلك أرجو الله أن يُسامحه عن هذا، أن يسامح هذا السائل عن هذه الكلمة وأرجو ألا تكون صادرة من قلبه وأقول له: إذا كانت قد تمت في حقك الشروط الثلاثة التي ذكرتها فتزوّج وأنت راغب كثرة الأولاد وما أحسن أن يأتيك في السنة الواحدة أربعة أولاد من كل زوجة إذا تزوّجت أربعا فإن ذلك من أسباب الرزق لأن الله تعالى قال في كتابه: { وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } فخاطب الفقراء الذين يقتلون أولادهم من أجل الفقر وبدأ بذكر رزق الآباء قبل الأولاد فقال: { نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } مع أنهم كانوا معدمين حين قتلهم لأولادهم ولكن الذي جعلهم معدمين قادر على أن يجعلهم موسرين بل إن الواقع والشاهد يدل على أن كثرة الأولاد سبب لكثرة الرزق إذا اعتمد الإنسان على الله عز وجل وتوكّل عليه في رزق أولاده ولكن الذي يضر الناس ويضيّق عليهم سوء قصدهم ونيتهم حيث يظنون أنهم أي الأولاد كلما كثروا ضاق الرزق ولم يتذكروا قول الله تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } .
وأخيرا أقول للسائل: تزوّج أخرى ثم ثالثة ثم رابعة مادامت الشروط الثلاثة متوافرة فيك ولكن بنية طيبة واسأل الله تعالى كثرة الأولاد وصلاحهم وأن يكونوا قادة للأمة في العلم والتوجيه ومدافعين عن دين الإسلام وعن بلاد الإسلام.

السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

Webiste