تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث ( جاء رجل والنبي 0صلى الله عليه و... - ابن عثيمينالشيخ : في هذا دليل على ما ترجم له البخاري رحمه الله أنه إذا جاء أحد والإمام يخطب فإنه يأمره أن يصلي ركعتين.وفيه دليل على تأكد ركعتي تحية المسجد، لأن ال...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث ( جاء رجل والنبي 0صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ...)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في هذا دليل على ما ترجم له البخاري رحمه الله أنه إذا جاء أحد والإمام يخطب فإنه يأمره أن يصلي ركعتين.
وفيه دليل على تأكد ركعتي تحية المسجد، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر فيهما مع أن المصلي سوف يتشاغل بهما عن استماع الخطبة، وقد قال بعض أهل العلم: إن ركعتي تحية المسجد واجبة، لأنه لا يتشاغل عن واجب إلا بواجب. ومن فوائد هذا الحديث وهو مهم جدا: أن الإنسان إذا رأى شخصا أخل بمأمور أو فعل محظورا أن يسأله قبل، فلعله يكون قد فعل المأمور أو لعله لم يطالب به، وكذلك المنكر لعله فعله على وجه يحل له فيه ذلك المنكر، فلهذا اسأل أولا قبل أن تنكر، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أصليت .
وفيه دليل على جواز كلام الخطيب ومن يخاطبه الخطيب، لكن هل يقال إنه يتكلم بما شاء أو لا يتكلم إلا بما فيه مصلحة ؟ الجواب: الثاني، وإلا من المعلوم لا أحد يقول إنه يجوز للخطيب إذا دخل أحد أن يقول يا فلان كيف أصبحت كيف حالك وشلون المزرعة اليوم شلون السيارة، أحد يقول بهذا؟ لا أحد، لكن إذا كان فيه مصلحة فلا بأس، سواء كانت المسألة عامة أو خاصة، ومن ذلك أن رجلا دخل وقال: هلكت الأموال وانقطعت السبل، وهذه عامة.
ومن فوائد هذا الحديث جواز مخاطبة الكبير بكلمة لا، وأن ذلك لا يعد سوء أدب، ونظير ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام لجابر بعنيه؟ قال: لا فلا يعد هذا سوء أدب، سواء مع الوالد أو مع الكبير، عند الناس الآن إذا قلت لا، يرون أن ذلك جفوة وأن الأفضل أن تقول سلاما، أو ما لك ... لكن لا صريحة في النفي.
نعم، وأشار البخاري رحمه الله في قوله في الترجمة الثانية باب: من جاء والإمام يخطب فصلى ركعتين خفيفتين، أشار إلى رواية لم تكن على شرطه، وأنه يصلي ركعتين خفيفتين، من أجل أن يستعد لاستماع الخطبة، وهذا أحد المواضع التي يسن فيها تخفيف النافلة، وثم موضع آخر وهو راتبة الفجر، فإن السنة فيها التخفيف، وثم موضع ثالث وهو في افتتاح صلاة الليل، وموضع رابع وهو صلاة ركعتي الطواف خلف المقام، وخامس إذا وجد سبب يقتضي ذلك، كما لو أقيمت الصلاة وأنت في نافلة وقد شرعت في الركعة الثانية فإنك تتمها خفيفة، وهذا الأخير نقول كلما وجد سبب يقتضي التخفيف، كما لو كلمتك أمك أو أبوك وأنت تصلي لحاجة فإن الذي ينبغي لك أن تخفف.

Webiste