تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : قول الله تعالى : (( وهم يكف... - ابن عثيمينالشيخ : قال: وقول الله تعالى  وهم يكفرون بالرحمن  وهم أي: كفار قريش،  يكفرون بالرحمن  المراد بهذا الاسم لا بالله، يعني لا بالمسمى بالرحمن، هم يقرون بالم...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : قول الله تعالى : (( وهم يكفرون بالرحمن ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال: وقول الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن وهم أي: كفار قريش، يكفرون بالرحمن المراد بهذا الاسم لا بالله، يعني لا بالمسمى بالرحمن، هم يقرون بالمسمى بالرحمن ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله وفي حديث سهيل بن عمرو لما أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يكتب كتاب الصلح قال بسم الله الرحمن الرحيم، قال أما الرحمن والرحيم فوالله ما أدري ما هما، قال ما أدري ما هما امتنع أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم وكُتب باسمك اللهم. فهم يكفرون بالرحمن أي بهذا الاسم لا بالمسمى به، أما المسمى به فإنهم يؤمنون به، وهذا من الأمثلة التي يراد بالاسم فيها الاسم دون المسمى، هذا من الأمثلة لأنه مر علينا أن الاسم قد يراد به المسمى وقد يراد به الألفاظ الدالة عليه.
وهم يكفرون بالرحمن قال الله تعالى: قل هو ربي أي: هو الضمير يعود على الله عز وجل، يعني هذا الذي أنكرتموه هو ربي، لا إله إلا هو عليه توكلت إلى آخره، وفي قوله: قل هو ربي لا إله إلا هو مع قوله: يكفرون بالرحمن دليل على أن من أنكر اسما من أسماء الله فهو كافر، يعني قال: يكفرون بالرحمن ينكرونه، ثم قال: لا إله إلا هو هذا هو التوحيد، وهذا هو وجه استشهاد المؤلف بهذه الآية، فإنها تدل على أن من أنكر اسما من أسماء الله فهو كافر. عليه توكلت عليه توكلت وحده، من أين أخذنا وحده؟ من تقديم المعمول، فتقديم المعمول يدل على الحصر، فإنك مثلا إذا قلت: ضربت زيدا، تدل على أنك ضربته، لكن هل تدل على أنك لم تضرب غيره؟ لا، لكن لو قلت زيدا ضربت، تدل على أنك ضربته ولم تضرب غيره، فإذا قدمت ما حقه التأخير كان ذلك دالا على الحصر، كل شيء حقه التأخير إذا قدم فمعناه الحصر، نعم.
قل هو ربي لا إله إلا هو لا إله إلا هو أي لا معبود حق إلا الله أما المعبود بالباطل فكثير، لكنه باطل، ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وعلى هذا فيكون خبر لا النافية للجنس خبرها محذوف، التقدير: لا إله حقٌ ، لا إله حق إلا الله. عليه توكلت وإليه متاب إليه أي إلى الله متاب، أصلها متابي بالياء، فحذفت الياء تخفيفا، والمتاب هنا بمعنى التوبة، فهو مصدر ميمي، أي: وإليه توبتي، والتوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل من المعصية إلى الطاعة، وشروط التوبة كم ؟ كم شروطها؟ الأخ؟
الطالب : ثلاثة

الشيخ : ثلاثة، ما هي؟
الطالب : الأولى أن يندم على ما فعل والثانية ...

الشيخ : فشروط التوبة خمسة: الإخلاص لله عز وجل بأن لا يحمل الإنسان على التوبة مراعاة أحد أو محاباته. الثانية: أن تكون في الوقت الذي تقبل فيه، وهو أن يكون قبل طلوع الشمس من مغربها أو قبل حضور الموت. والثالث: الندم على ما مضى من فعله. والرابع: الإقلاع عنه. والخامس: العزم على أن لا يعود ، أي نعم.
إذن إليه متاب يعني التوبة التي هي توبة العبادة لا تكون إلا لله، وأما التوبة التي بمعنى الرجوع فإنها قد تكون إلى غيره، ومنه قول عائشة حينما جاء النبي عليه الصلاة والسلام فوقف بالباب ولم يدخل قالت: أتوب إلى الله ورسوله، ماذا أذنبت؟ فليس المراد بالتوبة العبادة هنا، لماذا؟ لأن توبة العبادة ما تكون للرسول عليه الصلاة والسلام ولا لغيره، إلا لله وحده، لكن هذه توبة رجوع، ومنه أن الإنسان إذا ضرب ابنه ..

Webiste