فوائد قول الله تعالى : (( بل جاء بالحق وصدق المرسلين )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقوله تعالى بل جاء بالحق وصدق المرسلين يستفاد منها فوائد أولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالحق فكل دين مشتمل على الحق فيما يتعلق بمعاملة الله أو معاملة عباد الله وقد قال الله تعالى في وصف القرآن الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم هذه الكلمة لو صنفت عليها مجلدات ما استوعبت مدلولها يهدي للتي هي أقوم في كل شيء في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات إيجادا أو تركا ولو أنك تتبعت الشريعة بقدر ما تستطيع لوجدت أن هذا الوصف منطبق على جميع خصال الشريعة كل خصال الشريعة أقوم من كل شيء هنا يقول بل جاء بالحق ضد الحق هو الباطل والباطل إما كذب في الأخبار وإما جور في الأحكام ولهذا قال الله تعالى وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا وذكرنا لقوله بالحق معنى آخر غير كونه ما جاء به حق وهو أنه صلى الله عليه وسلم صادق فيما جاء به فما جاء به حق وهو صادق في قوله أنه من عند الله وليس بكاذب
ومن فوائد الآية الكريمة الثناء على ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله بل جاء بالحق بل والثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفه بأنه جاء بالحق ولا شك أن من وصف من عند الله بأنه جاء بالحق لاشك أن هذا من أعظم المناقب والأوصاف الحميدة
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر الرسل لقوله وصدق المرسلين فإن أل للعموم فتقتضي كل رسول وهذا يشير وليس بصريح إلى أنه خاتم الرسل بل خاتم النبيين كما قال الله تعالى مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]الآية لها مدلول عظيم قال ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان مقتضى السياق أن يقول ولكن رسول الله خاتم الرسل أو يقول ولكن نبي الله وخاتم النبيين لكن قال ولكن رسول الله لأن وصف الرسالة أعلى من وصف النبوة وخاتم النبيين يعني لن يأتي من بعده لا رسول ولا نبي وهو كذلك فهو عليه الصلاة والسلام أفضل الرسل ولن يأتي بعده لا نبي ولا رسول
ومن فوائد الآية الكريمة أنه يجب علينا أن نصدق من سبق من الرسل لأن نبينا صلى الله عليه وسلم صدق المرسلين فيجب علينا نحن أن نصدق لأنه يجب على المأموم متابعة الإمام فإمامنا محمد صلوات الله وسلامه عليه فيجب علينا أن نتبعه
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن الرسل السابقين أخبروا به لقوله وصدق المرسلين ولا شك أن الرسل السابقين أعلموا به وأن آخرهم عيسى بشر به أما الأول فدليله قوله تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران:81]فإن المراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم فإنه جاء مصدقا لما معهم فكان عليهم أن يؤمنوا به بمقتضى هذا العهد وانظر إلى ليلة المعراج حيث صلى الأنبياء صلوا جماعة فمن كان إمامهم ؟ كان إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه أفضلهم فإن الإمامة في الصلاة تقتضي الإمامة التي فوق الصلاة طيب
ثم قال الله تعالى إنكم لذائقو العذاب الأليم وفيه أيضا تناقض هؤلاء المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفوه بأنه شاعر مجنون لأن المجنون لا يمكن أن يكون شاعرا فهم يتخبطون خبط عشواء إلا أن يدعي مدع بأن الكلام مقسم أي أن بعضهم يقول شاعر وبعضهم يقول مجنون ونسب القول للجميع وإن كانوا لم يقولوا به لأنهم راضون به إذ ادعى مدع ذلك فله وجه لكن إن كان القائل منهم يجمع بين الوصفين فقد تناقض طيب قال إنكم لذائقو العذاب الأليم
ومن فوائد الآية الكريمة الثناء على ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله بل جاء بالحق بل والثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفه بأنه جاء بالحق ولا شك أن من وصف من عند الله بأنه جاء بالحق لاشك أن هذا من أعظم المناقب والأوصاف الحميدة
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر الرسل لقوله وصدق المرسلين فإن أل للعموم فتقتضي كل رسول وهذا يشير وليس بصريح إلى أنه خاتم الرسل بل خاتم النبيين كما قال الله تعالى مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]الآية لها مدلول عظيم قال ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان مقتضى السياق أن يقول ولكن رسول الله خاتم الرسل أو يقول ولكن نبي الله وخاتم النبيين لكن قال ولكن رسول الله لأن وصف الرسالة أعلى من وصف النبوة وخاتم النبيين يعني لن يأتي من بعده لا رسول ولا نبي وهو كذلك فهو عليه الصلاة والسلام أفضل الرسل ولن يأتي بعده لا نبي ولا رسول
ومن فوائد الآية الكريمة أنه يجب علينا أن نصدق من سبق من الرسل لأن نبينا صلى الله عليه وسلم صدق المرسلين فيجب علينا نحن أن نصدق لأنه يجب على المأموم متابعة الإمام فإمامنا محمد صلوات الله وسلامه عليه فيجب علينا أن نتبعه
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن الرسل السابقين أخبروا به لقوله وصدق المرسلين ولا شك أن الرسل السابقين أعلموا به وأن آخرهم عيسى بشر به أما الأول فدليله قوله تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران:81]فإن المراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم فإنه جاء مصدقا لما معهم فكان عليهم أن يؤمنوا به بمقتضى هذا العهد وانظر إلى ليلة المعراج حيث صلى الأنبياء صلوا جماعة فمن كان إمامهم ؟ كان إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم مما يدل على أنه أفضلهم فإن الإمامة في الصلاة تقتضي الإمامة التي فوق الصلاة طيب
ثم قال الله تعالى إنكم لذائقو العذاب الأليم وفيه أيضا تناقض هؤلاء المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفوه بأنه شاعر مجنون لأن المجنون لا يمكن أن يكون شاعرا فهم يتخبطون خبط عشواء إلا أن يدعي مدع بأن الكلام مقسم أي أن بعضهم يقول شاعر وبعضهم يقول مجنون ونسب القول للجميع وإن كانوا لم يقولوا به لأنهم راضون به إذ ادعى مدع ذلك فله وجه لكن إن كان القائل منهم يجمع بين الوصفين فقد تناقض طيب قال إنكم لذائقو العذاب الأليم
الفتاوى المشابهة
- فوائد قول الله تعالى : (( إنا أنزلنا إليك ال... - ابن عثيمين
- فوائد حديث حق الله على العباد وحق العباد على... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << فلما جآءهم الحق من عند... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى... - ابن عثيمين
- الفوائد - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( والذي جاء بالصدق و... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( ما كان محمد أبا أح... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى (( بل... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( بل جاء بالحق وصدق... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( بل جاء بالحق وصدق... - ابن عثيمين